السادات ينهى خدمة الخبراء السوفيت

يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وفى ذلك الوقت كانت السياسة السوفيتية تقوم على معارضة فكرة الحرب ، وانعكس ذلك فى امتناعهم عن إمدادنا بالأسلحة المطلوبة فى ذلك الحين ، وأصبح واضحا أن الأتحاد السوفيتى لا يؤيد أو يشجع قيامنا بالهجوم خلال عام 1971 وحتى نهايته

وكان الاجتماع الأول للرئيس السادات كرئيس للجمهورية مع القادة السوفيت فى مارس 1971 فى موسكو ، أوضح فيه أن هناك خلافا بين وجهتى النظر المصرية والسوفيتية بخصوص التسليح . وقال السادات لهم طبقا لروايته لنا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة " قلت انكم خلتونى وراء إسرائيل بخطوتين .. انا معتدى على .. ومع ذلك لا أطلب التفوق على إسرائيل ، ولكن أطلب المساواة .. وهنا كان الخلاف "

وبرغم وعود الاتحاد السوفيتى بتزويدنا بصفقة أسلحة تصلنا قبل نهاية عام 1971 ، إلا أنه لم يتم التعاقد عليها ولم تصل الأسلحة ، خصوصا وأن معركة الهند كانت قد بدأت يوم 9 ديسمبر 1971

ويقول السادات أنه استدعى السفير السوفيتى وقال له " إن الأمر وضح ـ انتهت سنة 1971 ـ وقلت له أخبر موسكو أنى أريد أن أسافر لهم لتوضيح الموقف قبل نهاية عام 1971 . جاءنى الرد فى أواخر ديسمبر 1971 بأن الاجتماع سيكون فى 1 ، 2 فبراير 1972 ، لأن جدول أعمال ومواعيد القادة السوفيت حتى ذلك التاريخ مشغول "

وجاء عام 1972 ، وأصبح واضحا إن إسرائيل لن تتحرك لتغيير موقفها سياسيا إلا إذا شعرت بأن قوتنا العسكرية أصبحت قادرة على خوض الحرب ضدها . ومن هنا كان الخلاف مستمرا بين مصر والاتحاد السوفيتى بخصوص التسليح ووصلت العلاقات بين الدولتين إلى أسوأ حالة فى يوليو 1972 ، عندما قرر الرئيس السادات إنهاء مهمة المستشارين السوفيت) ـ مذكرات الجمسى

المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998

 

powered by FreeFind

Site search